أعلن إنستجرام - أحد أشهر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة "ميتا" - عن تجربة جديدة تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء تعليقات تلقائية على المنشورات. هذه الميزة، التي لا تزال قيد الاختبار، تهدف إلى تسهيل تفاعل المستخدمين مع المحتوى، خاصةً للمشاهير أو الحسابات ذات الجماهير الكبيرة التي تواجه صعوبة في إدارة آلاف التعليقات يومياً. لكن هل ستكون هذه الخطوة بمثابة ثورة في تجربة المستخدم، أم أنها قد تُفقد التفاعلات البشريّة قيمتها الحقيقية؟
كيف تعمل الميزة الجديدة؟
تعتمد التقنية على خوارزميات متطورة تدرس سياق الصور أو الفيديوهات المُنشأة، ثم تولّد تعليقات مُخصصة تبدو وكأنها كُتبت بواسطة مستخدمين حقيقيين. على سبيل المثال، إذا نشر أحد الحسابات صورة لطعام، قد يقترح الذكاء الاصطناعي تعليقات مثل: "شكله لذيذ!" أو "أريد الوصفة الآن!".
ووفقاً لبيان رسمي من المنصة، فإن التعليقات التلقائية ستكون واضحة ومميزة بعلامة خاصة (مثل رمز روبوت صغير) لضمان الشفافية، مع إتاحة خيار إخفائها للمستخدمين الذين يفضلون التفاعل البشري فقط.
الفوائد المتوقعة:
توفير الوقت: تُسهّل الميزة على الناشرين التفاعل مع جمهورهم دون الحاجة لقضاء ساعات في الرد على التعليقات.
تحفيز التفاعل: قد تشجّع التعليقات التلقائية مستخدمين آخرين على المشاركة، خاصةً في الحسابات قليلة التفاعل.
دعم اللغات: يمكن للذكاء الاصطناعي توليد تعليقات بلغات متعددة، مما يعزز التواصل العالمي.
انتقادات ومخاوف:
رغم الإيجابيات، أثارت التجربة جدلاً واسعاً بين الخبراء والمستخدمين:
فقدان الأصالة: يرى البعض أن التعليقات الآلية قد تُضعف قيمة التفاعل الإنساني، وتجعل المنصة تبدو "آلية" أكثر من اللازم.
إساءة الاستخدام: حذّر محللون تقنيون من احتمال استغلال الميزة لنشر تعليقات مُضللة أو رسائل دعائية مزعجة.
تأثير على الخصوصية: تساءل البعض عن مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل محتوى المستخدمين بشكل دقيق، وما إذا كان ذلك يتعارض مع سياسات الخصوصية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في إنستجرام:
هذه ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها "ميتا" على الذكاء الاصطناعي؛ فقد أطلقت سابقاً أدوات لتحسين التوصيات وتصفية التعليقات المسيئة. وفقاً لمصادر داخلية، تعمل المنصة على تطوير نماذج أكثر تطوراً لفهم السياقات الثقافية والدقّة اللغوية، مما قد يُحدث نقلةً في تجربة التواصل الرقمي ككل.
تجربة إنستجرام الجديدة تفتح الباب أمام أسئلة جوهرية عن توازن التكنولوجيا والأصالة في عالم السوشيال ميديا. بينما تُظهر المنصة تحمسها لتبني الابتكار، يبقى على المستخدمين والخبراء مراقبة تأثير هذه الأدوات على جودة التفاعلات وقيمتها الإنسانية.